الشريف الهاشمي
عدد المساهمات : 129 نقاط : 271 تاريخ التسجيل : 07/03/2012 العمر : 59 الموقع : قلوب الناس
| موضوع: أصول الدين ( العقيدة ) هي أركان الدين وقطعياته الإثنين مارس 12, 2012 6:29 pm | |
| أصول الدين ( العقيدة ) هي أركان الدين وقطعياته
أصول الدين هي كل ما ثبت وصح من الدين ، من الأمور الاعتقادية العلمية والعملية،والغيبيات الثابتة بالنصوص الصحيحة.
أصول الدين ليست محصورة بـ( أركان الإيمان وأركان الإسلام ). أركان الإيمان الستة وأركان الإسلام الخمسة ، جاءت مجملة وجاءت مفصلة ، وكل ذلك بنصوص قطعية ، وكل هذه القطعيات لابد للمسلم الذي تبلغه أن يعتقدها جملة وتفصيلاً ، ولا يشك فيها أو يعارضها ، ولا يردها أو يضيق بها . فالإيمان بالله تعالى وهو الركن الأول من أركان الإيمان وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله(الركن الأول من أركان الإسلام ) لا يصح من المسلم ، حتى يسلِّم بتفاصيله وقواعده القطيعة ، مثل أسماء الله وصفاته وأفعاله الثابتة بالنصوص ، مثل عبادة الله تعالى وحده وعدم الشرك به وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واعتقاد خلاف ذلك والشك فيه أو ردَّه ينافي الدين والعقيدة . وكذلك الإيمان بالملائكة لا يصح من المسلم حتى يسلِّم بما صح من أخبارهم و أوصافهم وأعمالهم وأسماء من وردت أسماؤهم ، مثل كونهم عبادٌ لله تعالى ، لا يعصون ولهم أجسام ، وهم ذوو أجنحة ، ويكتبون ، ويصعدون وينزلون ، ويطوفون .. وغير ذلك مما ثبت بالنصوص القطعية . ولذلك نجد أهل الأهواء من الفلاسفة والعقلانيين ونحوهم ، حينما وقفوا عند الإيمان المجمل قالوا بما يصادم النصوص القطعية ، مثل زعمهم أن الملائكة ليس لهم وجود حقيقي ، أو ليس لهم حقيقة ذاتية ، إنما هم نوازع الخير في الإنسان !! أو أنهم الأخيار من البشر ، ونحو ذلك من التأويلات . وكذلك الإيمان بالكتب لا يكفي فيه الإيمان المجمل ، بل لا يصح إيمان المسلم حتى يُؤمن بما سماه الله تعالى من كتبهم كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم ونحو ذلك ، وكذلك الإيمان بالرسل قد يُسلم به البعض إجمالاً ثم يكفر برسالة عيسى عليه السلام ، فقد فعل ذلك بعض العصرانيين ، وزعم أن عيسى عليه السلام – مصطلح مجدد – وليس بنبي ولا رسول مع إقراره بركن الإيمان بالرسل فهل يعد هذا مؤمناً ؟ لا .. فالله تعالى يقول عن وصف المؤمنين : { لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ }(البقرة: من الآية285) ويقول سبحانه:{أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}(البقرة: من الآية85) ثم كيف نخرج هذه المسلَّمات والقطعيات – وأمثالها كثير – من العقيدة . وهكذا الإيمان باليوم الآخر قد يدعيه من ينكر الحياة البرزخية ، أو ينكر بعث الأجساد , أو ينكر الشفاعة والرؤية أو ينكر الجنة والنار , ويصرفها – كما زعم أحد العقلانيين المعاصرين – بأن الجنة هي ( المدنية الغربية ) !! ويُقابله من زعم أن الدجال الذي ثبتت به النصوص القطعية ، هو الحضارة الغربية . وهذا أنموذج من تناقض أهل الأهواء وأدعياء العقلانية . وكذلك الإيمان بالقدر ، يُقرُّ به إجمالاً من يزعم أن الله لم يُقدر أفعال العباد ولم يخلقها ، أو بعضها وهم ( القدرية ) ، لكنهم بذلك ينقضون أصل الإيمان بالقدر . ونقول مثل ذلك في أركان الإسلام , فإن من يشهد أن لا إله إلا الله ثم يشرك مع الله غيره ، لا تصح منه الشهادة وكذلك شهادة أن محمداً رسول الله ، لا تصح ممن يستمد الدين من غير الرسول صلى الله عليه وسلم . وإقام الصلاة لا يكفي فيه مجرد الإقرار بها أو عملها دون شروطها وأركانها . وهكذا بقية الأركان وأصول الدين ومبانيه لها شروط وأركان ولوازم وتفريعات قطعية ، جاءت في قطعيات النصوص ( القرآن والسنة ) والتزمها السلف الصالح لذلك ، لا من عند أنفسهم . وحصر العقيدة في أركان الإيمان وأركان الإسلام مجردة عن أصولها وشرائطها وأركانها ولوازمها ، وعن الأصول والقطعيات الأخرى الثابتة بالنصوص الشرعية مسلك هدَّام ، إذ يقوم على تمزيق الدين وتجزئته ، والإيمان ببعض والكفر بالبعض الآخر كما بينت آنفاً . وقد آثار أهل الأهواء من( المستشرقين والحداثيين والعقلانيين والمنافقين ومن سلك سبيلهم ) شبهة حول التفصيلات في مسائل العقيدة المتفرعة عن أصول الإيمان وأركان الإسلام ، وهي ما عبر بها أحدهم بـ( تلك التفصيلات المحيرة التي استحدثت في أزمنة الصراعات الكلامية ) وهذا وصف صادق لعقائد الفرق الضالة فهي فعلاً أمور محيِّره ، ومحدثات كلامية ولا يصح ذلك أبداً في وصف عقيدة السلف ، فالحق أن السلف ( أهل السنة والجماعة ) أنكروا تلكم المحارات والمحدثات والبدع ، ولم يوردوا من التفصيلات في كتب العقيدة على سبيل التقرير والإثبات إلا ما ثبت بالكتاب والسنة ، وما كان من لوازم أصول العقيدة ، وما يند عن ذلك من بعض الاستطرادات أو التجاوزات النادرة فليست هي المنهج . أما ما وصف الكاتب – مما ذكرته أنفاً – فإنما ينطبق على مناهج أهل الافتراق والأهواء والبدع من الفرق الكلامية والصوفية والشيعية ومن سلك سبيلهم قديماً وحديثاً
| |
|